الصفحة الرئيسية  أخبار وطنية

أخبار وطنية النائب صلاح البرقاوي يعلن استقالته من المكتب السياسي لنداء تونس ويكشف ما يلي

نشر في  27 أوت 2015  (10:43)

أعلن النائب صلاح البرقاوي استقالته من المكتب السياسي لنداء تونس. وكشف في تدوينة نشرها هلى صفحته الخاصة بموقع الفايسبوك الأسباب التي دفعته الى الإستقالة قائلا إنه قرر أن "يلقي من على كتفيه نياشين الوهم، لعلنا نستفيق ونعود إلى العمل من أجل تحقيق حلم البداية قبل أن يفوت الوقت":

"في البدء كان انضمامي إلى النداء حلما/مشروعا بتونس أخرى من خلال ممارسة سياسية أخرى، تعطي للجهات دورا وموقعا في إدارة الشأن العام، وتعامل البشر على أنهم بشر وليسوا مجرد أدوات للوصول إلى السلطة أو للبقاء فيها.
ولم يكن إنضمامي إلى المكتب السياسي هدفا بحد ذاته ولا لقبا للزينة أو مرتبة للتباهي. وإنما كنت أرى فيه مؤسسة تقطع مع الشخصنة والتفرد بالقرار وموقعا للمساهمة في العمل الجماعي من أجل تجسيم الحلم/المشروع.

ورغم صدق البعض وحسن نواياهم، فإنه بدا من الواضح منذ البداية أن البعض الآخر من داخل المكتب السياسي ومن خارجه مسكون بعداوة متأصلة للمؤسسة ولكل ما يمكن أن يحد من نزوعه إلى الاستبداد بالقرار. ويرفض بشدة كل ما يمكن أن يعيقه عن فرض رأيه على المجموعة.

وبدا أن تكوين المكتب لا يتعدى في نظر البعض "الماخذة بالخاطر" وانضاف إلى ذلك احتداد التجاذبات الداخلية حول الموقع الأول للقيادة. وغاب الوضوح وغابت الثقة والشفافية، وتحول المكتب إلى فضاء للتنازع ومساحة شبيهة ببرنامج "فرّغ قلبك"... نتبادل فيه الحديث العقيم غالبا والتنابز أحيانا. ثم نعود إثر ذلك إلى بيوتنا فرحين مسرورين.

ومع الوقت ضعف أداء المكتب السياسي في إدارة شؤون الحزب وفقد دوره أو يكاد في توجيه العمل الحكومي ومراقبته. وصار حتى عاجزا تماما عن رد الفعل عن انتهاك صلاحياته من الداخل والخارج. وبدا جليا أن ثمة من لا يريد للحزب أن يكون حزبا ولا للمكتب السياسي أن تكون له صلاحيات مكتب سياسي. وإنما مجرد غطاء وواجهة للحكم ولغيره من المآرب الأخرى التي ليس فيها لتونس عموما ولا لسليانة وغيرها من الجهات المنسية على وجه الخصوص موقع أو إعتبارا.
وكان لزاما علي أن أجيب نفسي عن سؤال مهم : هل أستمر كجزء من الغطاء/الواجهة مزهوا بلقب "عضو المكتب السياسي" حتى لا أصدم أحدا وأساهم في إشاعة الإحساس بأن الأمور هادئة جدا وعادية، أم أنسحب لأكشف للموهومين من الناس الطيبين زيف المشهد ...؟
إحتراما لكم ولنفسي قررت أن ألقي من على كتفي نياشين الوهم، لعلنا نستفيق ونعود إلى العمل من أجل تحقيق حلم البداية قبل أن يفوت الوقت".